بوابة صوت جازان الإلكترونية 

السبت, 24 سبتمبر 2022 00:39 صباحًا 0 403 0
بلد عظيم وشعب كريم بقلم / محمد شداد حكمي
بلد عظيم وشعب كريم بقلم / محمد شداد حكمي

صحيفة صوت جازان الالكترونية

 

ذات يوم _ وتحديداً أثناء سفري برفقة صديقي إلى خارج المملكة _ طلبنا من السائق أن يصحبنا إلى أحد المطاعم العربية وفعلاً كان لنا مانريد .
كان المكان مكتظاً بالزبائن لدرجة أننا اضطررنا للانتظار وقتاً ليس بالقليل ريثما تخلو طاولة لم نشعر بمرور الوقت ؛ نظراً لكثرة الصور التي تزين الجدران حتى أن المتأمل لايكاد يرى فراغاً .
كانت الصور تترجم أجمل معالم السياحة في كل دولة عربية وأشهرها على الإطلاق ، وإلى جانب هذه  الصور وضِعَتْ ملصقاتٌ تحملُ أعلامَ تلك الدولِ كرمزٍ للحقوق، وكان لمملكتنا الحبيبة الحظ الوافر منها . 
في هذه الأثناء قدِم إلينا رجل مرحِّباً بنا قد تقدم به العمر  ، ومن مظهره تبدو عليه سماتُ عاملي المطعم والذي عرّفنا بنفسه _ بعد أن عرف هويتنا _ أنه من العراق وأنه صاحب المكان .
انتهينا من الغداء فطلبنا فاتورة الحساب لنفاجأ بالرفض تماماً ، ومن هنا بدأ الحديث شجونه .
كل هذه المقدمة قد لاتعني لك شيئاً _ عزيزي القارئ _ لولا أن فيضاً من مشاعر الفخر تدفق تلك اللحظة ، وددتُ حينها لو أنني أستطيع نقل حديث ذلك الرجل لكل سعودي وهو يتكلم بنبرة المتيم عن وطن مكث فيه مايقارب العقدين من الزمان ؛ لهذا جندتُ قلمي هذا اليوم لينقل واقعاً عشته ذلك اليوم .
ظل ذلك الرجل يسرد لنا العديد من الأحداث والمواقف التي مر بها في بلادنا من شمالها إلى جنوبها ، ومن شرقها إلى غربها بحكم عمله حتى استقر به المقام في واحدة من مدن شمال المملكة وفي حينها قرر إحضار عائلته .
يقول : تعرضت لحادث سير في إحدى السنوات ، وأصبتُ بكسورٍ بليغة ، مكثتُ على إثرها خمسة أشهر داخل المستشفى أحظى بالرعاية الكاملة كما لو كنت مواطناً ولستُ مقيماً .
لم يكتفِ أصدقائي السعوديون بالسؤال عني فقط ، بل كانوا حاضرين كلما سنحت الفرص لزيارتي .
كانت عائلتي ترفلُ في نعيمٍ تام نظير تعاطف وسخاء الجيران رجالاً ونساء .
هنا قطعتُ حديث الرجل بقولي هذا عملٌ إنساني يتوجب على أيِّ شخص سواء أكنت في السعودية  أم في بلد آخر ، فنظر إليّ والابتسامة تملأُ وجهه ولم يعلق على مداخلتي إطلاقًا .
غادرتُ المستشفى ( والحديث هنا مازال للعم كاظم ) فوجدتُ نفسي محاطاً بأهلٍ ليسوا أهلي وقد أخجلوني بكرمٍ فترة بقائي بينهم لم أرَ له مثيلاً إلى يومنا هذا ، وعندما هممتُ بالعودة إلى بلدي إذا بهم يغدقونني بما يثقل سداده من المال والهدايا .
حينها عاد للرد على كلامي قائلاً : صدقت ، ربما أجد التفاف الناس حولي في كل بلد ، ولكن هل كنتُ سأجد ذلك الاهتمام وتلك الرعاية في بلدٍ آخر دون أن أدفع المقابل ؟!
هنا صَمَتَ الرجل قليلاً ليعاود الحديث قائلاً :
( إنها السعودية ).
بلد الخير والعطاء ، بلد العدل ، بلد الأمن والأمان .
إنني أتابع أخبارها بلهفة ، وآخر مرة زرتها للحج في بداية فترة حكم الملك عبدالله _ رحمه الله .
كنت أشاهد ذلك التطور العملاق ، وهاهي اليوم في سباق مع الزمن بقيادة الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده الأمير محمد بن سلمان_ حفظهما الله _ حتى صارت حديث العالم .
( إنها السعودية ).
رغم الصراعات من حولها ، وبالرغم من كثرة الثرثرة  إلا أنها لم تكترث لما يشاع ، فبالنسبة لها مجرد جعجعة لايستحق عناء الرد .
( إنها السعودية ).
كفلت حقوق أبنائها سواء في الداخل أو الخارج ؛ لذا أنتم شعب عظيم ، لن تستطيع قوى العالم مجتمعة تفكيك وحدتكم .
 (نحبكم ونحب بلدكم) .
كان كلام العم واقعاً مليئاً بالفخر والاعتزاز لهذا الوطن الغالي وكثرٌ من هم بمثل ولائه ومحبته .
ويبقى هذا الإرث الوطني الكبير في السمو ، فنحن في مهمة وطنية عظيمة يجب على كل سعودي في الداخل والخارج إكمال صورتها وإبراز مواطنته الحقة ، فالمهمة ليست صعبة ولكن تحتاج استحضار إرثنا العظيم الذي ذكرني به العم كاظم .
( 92 ) وكل عام والوطن بخير .

سجل معنا أو سجل دخولك حتى تتمكن من تسجيل اعجابك بالخبر

محرر الخبر

علي مسملي
المدير العام
مدير التحرير المنطقة الجنوبية ومساعد مدير النشر

شارك وارسل تعليق

سجل معنا أو سجل دخولك حتى تتمكن من إرسال تعليقك

بلوك المقالات

الصور

بوابة صوت جازان الإلكترونية 

بوابة صوت جازان الإلكترونية 

أخر ردود الزوار

الكاريكاتير

استمع الافضل