الكاتبة - موسية عسيري
منذ بداية حياتنا، تتشكل في داخلنا أهداف وطموحات نسعى لتحقيقها. نتخيل الوصول إليها، ونعيش في ذهننا لحظات النجاح التي ننتظرها بشغف. ولكن، ما يحدث عندما نواجه العوائق التي تعترض طريقنا؟ عندما نشعر بأننا نواجه أمورًا خارجة عن إرادتنا وقدرتنا؟ هل نكتفي بالتوقف أم نستمر في السعي نحو الهدف؟
الإستسلام قد يكون من أصعب القرارات التي نتخذها في الحياة. حين نقرر التوقف عن السعي وراء هدف كنا نراه مستحقًا، نترك وراءنا كل ما كنا نأمل في الوصول إليه. يمكننا أن نقول إننا استسلمنا لأننا لم نستطع الوصول إلى ما أردنا، ويكون هذا بمثابة إعلان عجز، وكأننا نعترف بأننا لا نستطيع المواصلة. ولكن الإستسلام في حد ذاته ليس فقط قرارًا صعبًا، بل هو أيضًا من أعظم مظاهر الضعف.
لكن، أليس من الأجدر أن نسأل أنفسنا لماذا نغلق الأبواب ونستسلم أمام أول عقبة تقف في طريقنا؟ لماذا لا نحاول تعديل أهدافنا، أو حتى تغييرها، في ضوء التحديات التي نواجهها؟ قد يكون التغيير في الهدف هو الحل الأكثر واقعية لتحقيق ما نطمح إليه، فالحياة مليئة بالفرص والمفاجأت، وقد نصل إلى ما نريد بطرق غير تقليدية، بمرونة وأسلوب مختلف.
من المهم أن نفهم أن الحياة ليست قائمة على هدف واحد فقط. النجاح ليس مقتصرًا على الوصول إلى هدف محدد، بل هو عملية مستمرة من التعلم والتطور. الفشل ليس عيبًا، بل هو جزء من رحلتنا نحو النجاح. العيب الحقيقي يكمن في الإستسلام، في الوقوف عند أول عقبة، في ترك المحاولة بدلاً من السعي من جديد. الفشل في محاولاتنا السابقة لا يعني أن القدر قد كتب لنا العجز، بل هو فرصة لنعيد المحاولة والتفكير في طرق جديدة.
قد لا نحقق أهدافنا في البداية، ولكن الأهم هو ألا ننسى أن الحياة مستمرة. النجاح يحتاج إلى الصبر والمثابرة، يحتاج إلى أن نغير أفكارنا بين الحين والآخر وأن نكون مرنين في اختياراتنا. الفشل ليس النهاية، بل هو بداية جديدة للنجاح. عندما نواصل السعي، ونستمر في المحاولة، ندرك أن الحياة لا تتوقف على أمر واحد، بل هي مليئة بالفرص التي قد تفتح أمامنا في وقت غير متوقع.
لذا، لا تستسلم أبدًا. حاول مجددًا، ضع أهدافًا جديدة إذا لزم الأمر، وتابع سعيك بخطى ثابتة نحو ما تريد. الحياة لا تنتهي عند الفشل، بل تبدأ حين نقرر أن نواصل المحاولة.
---
في هذا المقال، حاولت إظهار فكرة عدم الإستسلام وأهمية المحاولة المتواصلة رغم التحديات التي قد نواجهها في الحياة.