بوابة صوت جازان الإلكترونية 

منذ 1 يوم 0 36 0
خاطرة إلى صديقتي
خاطرة إلى صديقتي

 

الكاتبة - موسية عسيري 


 

صديقتي العزيزة،

أكتب لك رسائل لم تزل ضائعة بين الزمان والمكان،

أبعثها إلى عنوانك القديم، حيث منزلنا المجاور منزلكم الذي كان شاهدًا

على براءتنا وشقاوتنا معًا.

ولعل رسائلي تائهة كما ضاع الزمان بيننا،

لكنني أظل أرسلها على أمل أن تجد طريقها إليك.

 

أذكر تلك الأيام،

عندما كنا نلعب تحت شجرة الليمون 

أيام كانت فيها الساقية بين الأشجار

مسرحًا لسباق القوارب الورق . التي كنا نصنعها من أوراق دفاترنا ؛

لكي نتسابق بها ، والقارب الذي يغرق يعني الخسارة،

لكننا لم نكن نعلم أن الحياة كانت

كالقوارب الورقية تحمل أحلامنا،

وتغرق بنا ببطء.

 

يا صديقتي، هل ما زلتي هناك؟

هل ما زلت تسكني ذلك المنزل،

أم رحلتي ؟

أكتب لكي هذه الرسالة لأخبرك،

أن الحنين عاد بي إلى هناك،

إلى الحي الذي كان يتنفس البساطة،

حيث يجتمع الناس حول النافورة في كل إجازة. أسبوعية 

نحن الصغار كنا نلعب ونسمع حديث الكبار،

ضحكهم، نقاشاتهم، بعضه جد وبعضه فكاهة،

لكننا كنا نسمع ولا نفهم شيئًا،

وفي القلب كانت الذكريات تملأ كل زاوية.

 

ثم جاء الرد،

لكن لم يكن كما كان يتمنى، فقال له صاحب المنزل الجديد 

"من أنت؟ لعلك ترسل رسالة إلى شخص آخر،

المنزل الآن أصبح لي، وصندوق بريدي مليء برسائلك القديمة.

ولكن إذا أردت معرفة مكان من كنت تبحث عنه،

ستجد عنوانه في أسفل الرسالة 

لا أعلم إن كان هو المالك الحقيقي أم لا."

واعتذر منك على قراءة بعض الرسائل لكن ما أجمل الذكريات .

 

ورغم كل شيء،

ما زلت اتمسك بتلك الذكريات،

حيث كانت الحياة بسيطة،

وحيث كان لكم عالم خاص،

لا يعرفه أحد سواكم. لقد ذكرتني بتلك الذكريات وأيام الطفولة .. اعتذر منك على فتح رسائلك 

هذا العنوان البريدي لكن لا أعلم إن كان هو من تبحث عنه أم لا .

 

 

 

 

 

سجل معنا أو سجل دخولك حتى تتمكن من تسجيل اعجابك بالخبر

محرر الخبر

ابراهيم حكمي
المدير العام
مدير القسم الفني ومدير قسم النشر

شارك وارسل تعليق

سجل معنا أو سجل دخولك حتى تتمكن من إرسال تعليقك

بلوك المقالات

الصور

بوابة صوت جازان الإلكترونية 

بوابة صوت جازان الإلكترونية 

أخر ردود الزوار

الكاريكاتير

استمع الافضل