أوراقي المبعثرة .. 

تسللت هبات نسيم الصيف الدافئة من شباك نافذتي، وتطايرت على إثرها أوراقي التي كانت مرتبة على المنضدة.. كنت أرتشف قهوتي بكل هدوء، لم تزعجني بعثرة أوراقي بل على العكس كان تطايرها أمامي  يذكرني كيف هي الأيام تمضي سريعةً بحلوها ومرها تمضي .. 
التقطت أقرب ورقة وصلت إلى حيث أجلس وقرأتها 
لم تكن حبراً على ورق ، تجدد معها ماشعرت به ذلك الوقت الذي كتبت فيه هذه الأسطر .. 
مر أمامي بكل تفاصيله .. أخذت أجمع الأوراق وأقرأ من جديد وكأني أقرأ لشخص آخر بمنظارٍ آخر وليس كأنني أنا من صاغ هذي العبارت وتلك الذكريات.. 
لست ممن يحبون التفاخر ولا أحبذ النرجسية ، ولكني فخورة بنفسي فأنا لم أبذل جهداً لأكون مميزة ، فقط قررت أن أكون أنا . 
لم أكن أقبل بأنصاف الحلول أبداً ، كنت أنا من يتخذ القرار الحازم ،وأنا التي أقوم بالمهمة الصعبة.
لم أستسلم للحظات الضعف وإن مرت بي ،،فهي تمر فقط .
كنت الفائزة في كل تحدياتي بلا منازع.
لم يهزمني الاستسلام يوماً .. 
ابتسمت وأنا أقرأ تلك الصفحات التي وثقت فيها كيف وصلت للنقطة التي قررت أن أكون الشخص الأقوى ، تلك النقطة أعتبرتها بداية لنهاية كل تردد .

 قلت لنفسي إن كان اختباراً صعباً فأنا له وكنت على قدر ثقتي بنفسي . 
لم أنتظر ثناءً من أحد ولاحتى مساعدة، كان عليّ فقط أن أرضى بما أقوم به على أكمل وجه فإرضاء الناس غايةٌ لاتُدرك .
آمنت بنفسي وأن خطواتي ستمضي في هذا الطريق وإن طال مسيرها..
كنت أستمد قوتي من ذاتي وصبري، لم أرضخ للبكاء في الوقت الذي شعرت فيه بالوهن بادرت بالتفكير بأقرب حل ... ولم أتوانى عن تنفيذ أفكاري ..
 أدركت كم كانت ابتسامتي تُحيرهم وتُقيدهم .. كانت سلاحي الفتاك الذي كنت أواجههم به . 
يذهلني هدوئي في الوقت الذي كان عليّ أن أصرخ فيه .. 

أغلقت نافذتي بإحكام وأخذت نفساً عميقاً،
ربما في وقت آخر ساعيد فتحها عندما أحتاج إلى بعثرة أوراقي . 

الكاتبة / منى الشهري