الكاتبة - موسية عسيري
رسالة 1:
"هل أخبرتني يا صديقي عن حالك؟! لم نلتقِ منذ زمن طويل، وأنا هنا، أحاول أن أتخيل كيف أصبحت."
رسالة 2 (رد صديق):
"هل تسألين عن أخباري حقًا؟ كيف لكِ أن تعرفي ما يحدث لي وأنتِ لم ترِ حالتي؟ كل شيء تغير."
رسالة 3:
توقفت لحظة، فكرت قليلاً ثم كتبت:
"وماذا عنك؟ ما الذي غيّرك؟"
رسالة 4 (رد صديق):
"لم أعد كما كنت، منذ أن افترقنا. لا زلت أفكر في السبب الذي جعلنا نبتعد عن بعضنا. أعوامٌا مرّت ونحن كالغرباء."
رسالة 5:
قلتُ مع نفسي وأنا أكتب، شعرت بحزن خفيف، وكأن الكلمات تقطع قلبي، لكني أضأت الشاشة وأجبت:
"لقد اختار كل منا طريقه، وأنا لا ألوم أحدًا. أنت أخترت أن تذهب، وأنا كان عليه الرحيل."
رسالة 6 (رد صديق):
"نعم، أنا من اخترت الرحيل. لكن لماذا تركتني أرحل؟ لماذا لم تتمسكي بي؟!"
رسالة 7:
تأملت الشاشة لبضع لحظات، صوت أصوات الرياح في الخارج يهمس في أذنيّ، وكأن هناك غيمة من الحنين تلتف حولي، ثم كتبت:
"كيف لي أن أتمسك بك وأنت اخترت أن تغادر؟ كيف لي أن أتمسك بطائر اختار الهجرة؟"
رسالة 8 (رد صديق):
"نعم، أنا من اخترت الرحيل، لكن هل تعتقدين أننا نستطيع العودة؟ هل يمكننا أن نمنح أنفسنا فرصة أخرى؟"
رسالة 9:
شعرت بأنني في لحظة حيرة، هل هي فرصة؟ أم أن هذا كان مجرد محاولة لاستعادة شيء مفقود؟ لكنني أجبت ببساطة، وأنا أشعر بنار قديمة تستيقظ في صدري:
"لقد تأخرت، يا صديقي. عُد إلى طريقك، أكمل هجرتك."
رسالة 10 (رد صديق):
"ماذا عن الحب الذي كان بيننا؟ عن تلك اللحظات الجميلة التي كانت تجمعنا؟"
رسالة 11:
قرأت كلماته، وتذكرت تلك الأيام. كانت هناك لحظات، لكن مثل الطيور التي تهاجر، تلك القصص أصبحت مجرد ذكريات ضبابية. قلت له بهدوء:
"ها أنت قلتها، كانت بيننا. والآن لم يعد هناك شيء يجمعنا. حتى تلك القصص أصبحت ماضيًا بعيدًا، نسيناه."
رسالة 12 (رد صديق):
"لكن ماذا عني أنا؟ ألم أكن يومًا جزءًا من حياتك؟"
رسالة 13:
في تلك اللحظة، شعرت وكأنني أمام طائر، فقد طريق العودة. قلبي مليء بالأسئلة، لكنني أجبته بصدق، وكأن الكلمات تخرج ببطء لتخفف من ألمي:
"أنت طائر لم يعجبه عشه، فطار بعيدًا واضعًا طريق العودة ."