استثمار (86400) يوميا ..
الكاتب / ابراهيم احمد آل الفقهاء
المضاربة اليومية بهذا الرقم تجني أرباح تقدر بمليون في المائة ويوميا وهو ربح مضمون ورأس المال مغطى ضد أي مخاطرة قد تكون جراء هذه المضاربة.
قد يندهش القاريء من هذه المعلومة ويهز رأسه عجبا ويعتبر ذلك ضربا من المبالغة والإثارة الإعلامية. بينما الحقيقة عكس ذلك تماما.
وهذا الرصيد ثابت ومتجدد يوميا ولكن عيبه أن أي قرش لا يستخدم منه خلال اليوم يذهب سدى ودون عودة أو تغطية. وبالمقابل فإن كل قرش يستخدم الاستخدام الأمثل يجني أرباحا فورية مضاعفة تضاف إلى الرصيد العام لحظيا.
وعلى رغم مجانية رأس المال وسهولة المضاربة وضمان الربحية, إلا أن السواد الأعظم يخسر يوميا ملايين الأرباح بالتراخي والكسل والتواكل وسوء إدارة رأس المال هذا.
لعل الجميع متشوق لمعرفة الطريقة وكيفية الاشتراك في هذه المحفظة الخرافية. بل إن نعوت (غبي, مجنون، معتوه) اسماء مستحقة ستطلق على من لا يستغل هذه الفرصة الذهبية.
والسؤال ما هو الانطباع العام بعد شرح طريقة الاشتراك والتداول السهل جداً؟
الجميع مشترك آليا في هذه المحفظة والجميع يمنح هذا الرصيد بالتساوي والجميع بملكون نفس فرص النجاح. لعل الأمر زاد تعقيداً ولفك رموزه أقول لكم.
أسم المحفظة "الوقت" والرصيد هو عدد الثواني لليوم والليلة، والاستثمار يكون بحسن إدارة هذا الوقت واستغلاله الاستغلال الأمثل بالعمل الجاد وبالشكل الصحيح للأمر الصحيح في الوقت الصحيح.
والجزء الذي لا يستخدم يذهب ولا يعود وما العمر إلا مجموع الوقت الذي يعيشه الإنسان والوقت هو أجزاء ذلك الرصيد الممنوح يوميا.
إذن ماهو تقييمنا لإدارتنا لوقتنا وكم حظينا بأرباح من ذلك الرصيد الكبير المجاني.
لاسيما وإن اقتصاديات إدارة الوقت تتفوق على اقتصاديات سباق التسلح النووي لدى الدول الصناعية لأن الإدارة المثلى للوقت هي مثلى لأي ادارة شأن آخر.
ولعل حلول شهر رمضان المبارك تكون نقطة تحول لتحطيم صنم الإحباط والكسل والتواكل والانطلاق نحو الايجابية فهو شهر العمل والفتوحات والنصر وفيه الأجور أضعاف مضاعفة ولنبني أبراج التفاؤل والجد على انقاض اليأس والتسويف.
أم أننا سنستمر في التفريط في جني أرباح مجانية من رصيد غير مرتجع ورأس مال متجدد؟